لأننا شعب علماء في كل المجالات وكل شخص منا
يعتبر جهبذ في علوم الآثار، فمنذ أول أمس بدأ الحديث عن اكتشاف مقبرة في
الإسكندرية تعود لعصر البطالمة- بحسب أول تصريح عن المقبرة- ولكن تضارب الأقوال
جعل الأمر غير مفهوم بالمرة بالنسبة لنا، وإذا كنت مازلت تائه في بحر البوستات، والتويتات التي تتحدث عن مقبرة الإسكندرية (تعالى احنا نقولك اللي فيها).
اكتشاف المقبرة
تخيل أنك تمتلك مبنى في الإسكندرية، وعندما تقرر أن تستغله، وتهدم هذا المبني من أجل
بناء برج سكني ضخم يجلب لك ملايين الجنيهات، تحدث مفاجأة تجعل العالم كله
يتحدث عن المبنى الخاص بك، وعنوانه ويتهافتون على تصويره، هذا بالتحديد ما حدث مع
صاحب العقار رقم 8 بشارع الكرملي في منطقة سيدي جابر، حيث أنه عندما كان يحفر من
أجل وضع أساسات للمبنى الجديد تفاجئ بوجود تابوت من الجرانيت بجانبه تمثال من
المرمر، وقام بإبلاغ المسئولين ومن هذه اللحظة بدا (الفتي)!.
هي مقبرة الإسكندر ولا لا؟!
كانت هذه أول شائعة تنتشر حول المقبرة التي تم اكتشافها، حيث كتب عدد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأثريون صرحوا بأن هذه المقبرة هي مقبرة الاسكندر المقدوني مؤسس الإسكندرية، ولكن الحقيقة أن التابوت ليس له أي علاقة بالإسكندر، حيث صرح الدكتور زاهي حواس أن التابوت لشخص من النبلاء ويعود إلى عصر البطالمة أي قبل 2000 عام تقريباً، والدليل على أن صاحب التابوت من النبلاء، أن التابوت تم تصنيعه بالكامل من الجرانيت الأسود الذي كان يأتي من أسوان فقط بتكلفة عالية للغاية.
أما عن التمثال المصنوع من المرمر الذي وجد بجوار التابوت، وبحسب ما صرحت به الدكتورة منى الحجاج أستاذة الآثار اليونانية والرومانية في جامعة الإسكندرية، فإن التمثال الذي وجد في المقبرة بنسبة كبيرة هو لصاحب التابوت، ولكن الشكل التشريحي لهذا التمثال لا يشبه على الإطلاق شكل التشريحي لجمجمة الإسكندر، وقد تم نقل تمثال المرمر للمسرح الروماني من أجل ترميمه.
فتح التابوت الغامض
لماذا لم يفتح التابوت فور اكتشافه، وإذا كنت غير مهتم بذلك فأريد فقط ان أخبرك بأن
العالم كله ينتظر هذه اللحظة التي يفتح بها التابوت منذ اكتشافه، ومن الغريب أن هناك مجموعة من
الشائعات التي انتشرت في المواقع المصرية والأجنبية أيضاً على رأسهم أن هذا
التابوت يحمل لعنة تسمى لعنة الإسكندر!! ومواقع أخرى نشرت تحذير علماء وأثريون
يحذرون علماء الاثار المصريين من فتح هذا التابوت، وذلك لأنهم يعتقدون أن فتح هذا
التابوت سوف يترتب عليه حلول الظلام التام على العالم (قول والمصحف!).
ولأن الحمد لله علماء الآثار المصريون لم يهتموا
للتحذيرات وسيناريوهات أفلام الرعب التي تنشر على المواقع وفي الجرائد، توجه الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الاعلي للاثار علي رأس لجنة اثرية علمية الي مدينة الاسكندرية لفتح التابوت الجرانيتي، و صرح د. وزيري انه بفتح التابوت تبين انه ملئ بمياه الصرف الصحي، و التي تسربت داخله عن طريق بالبيارة الموجوده بالمنطقة هذا بالاضافة الي ثلاثة هياكل عظمية.
وأكد شعبان عبد المنعم متخصص في دراسة المومياوات، و الهياكل العظمية ان المعاينة المبدئية للهياكل العظمية تشير الي انها في الأغلب تخص ثلاثة ضباط او عساكر في الجيش حيث وجد بجمجمة احد الهياكل العظمية اثار ضربة بالسهم، وأضاف د. وزيري انه سوف يتم نقل هذه الهياكل المكتشفة داخل التابوت الي مخزن اثار متحف اسكندرية القومي للترميم و الدراسة لمعرفة المزيد عن الهياكل العظمية، و سبب الوفاه، والحقبة التاريخية التي ترجع إليها.