كان الموت قريباً منه إلى حد أن يكون ضيفًا على عدد كبير من كتاباته، شعر به وربما كانوا أصدقاء لدرجة أن يكتب بخط يديه موعد وفاته بين سطور أحد كتبه، لم يكتفي بذلك فحسب بل تحدث عنه مرارًا وتكرارًا وكأنه يرسم خريطة للموت من أين جاء ومن أين سينتهي، مقولات كثيرة عن الموت تلخص رؤية أحمد خالد توفيق لذلك الضيف الثقيل.
"بل الموت يختار ببراعة.. يختار الأفضل والأنبل
والأشجع" هكذا حدد "توفيق" آلية الموت في اختيار الرحلين الذين جاء عليهم
الدور، كل ذلك كان في رواية من "أجل الطروادة".
كما كان الخوف من الموت أو عدمه مكانًا في حياة
"توفيق" فهو يقول "لا أخاف الموت..أخاف أن أموت قبل أن أحيا"،
وأتبعها " بـ "ثلاثة يكسبون من فكرة الفرار من الموت،
الطبيب يكسب من الأمل في الفرار، مندوب التأمين يكسب من اليأس من الفرار، والحانوتي
يكسب من فشل الفرار".
ظل يردد خوفه من الموت ويرتله في كتبه وتدويناته
فيقول "أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرًا"، ويزيد في تأكيده "كيف لا أهاب
الموت و أنا غير مستعد لمواجهة خالقي ؟ إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان".
على أية حال رحل في هدوء دون تهديد أو وعيد وإنما بالمرض ليحقق ما
كتبه يومًا "الذين يريدون الرحيل حقا يرحلون دون تهديد"،
ويبقى خبر وفاته كما كان يقول خبر ليس في مجلة وإنما على صفحات مواقع التواصل
الاجتماعي "ما أهون الموت حين يكون خبرًا في مجلة أو سطرًا في حكم محكمة".