"لو صحوت يوما فوجدت
هذا الرجل مات لشعرت أن العالم ينهار" هذا هو الحال الذي شعر به محبو الكاتب
والروائي أحمد خالد توفيق، جيل بأكمله كان ينتظر أن تكون وفاته ما هي إلا كذبة
إبريل، ساعة تمنوا فيها أن يخرج أحد من أقاربه ينفي تلك الشائعة اللعينة، ولكن بعد الساعة كان الخبر أكيد.
حالة من عدم التصديق انتابت
كل من قرأ حرفًا له، أخذت الاقتباسات من كتبه تكتب على صفحات مواقع التواصل
الاجتماعي مصحوبة بكلمات الرحمة والمغفرة، جيل كامل لم يكن حاسبًا أن يعيش لحظة
موت "العراب"، كان صديق ما بين السطور متسللًا إلى قلوب وعقول محبيه من
المراهقين والأطفال داخل كتبه.
كان شديد الأثر في عقول جيل تربى على "ما وراء الطبيعة"
سلسلة قصصية طويلة غرست مبادئ وقيم جعلت أبناء الثمانينات والتسعينات يبكون رحيل
"توفيق" بمرارة، ليبقى السؤال إلى أي مدى أثر أحمد خالد توفيق في هؤلاء
الشباب الذين تخطوا الثلاثين من عمرهم
حاليًا؟.
"فليكتب جيلنا أن الثاني من أبريل كان عنوان
هزيمته، لأن مولانا أحمد خالد توفيق رحل اليوم، هذه نكستنا وعنوان فقدنا، أنا أنعى الأستاذ
بصورة شخصية بعد أن خذلني كل أساتذتي أو من كانوا يومًا أساتذتي، وبقي هو عنوانًا لما
لم أرد فقده، اليوم فقط هُزِم أبناؤه بصورة ملحمية إذ يتوفاه الله يوم علو الطاغية".
"صاحب أول كتاب اشتريه من مصروفي الخاص وأول
كتاب اقرأه في حياتي، كنت بحبه بكل قلبي ووجداني، د. خالد بالنسبة لي أجمل ذكريات مرحله
الطفولة إلى الثانوية، كتبه كانت بالنسبة لي بلا مبالغه أهم من الأكل والشرب، د. خالد
الحمد لله ما صدمنيش وركب الوجه زى كثير من مشاهير زمانه".
" كم كنت أتمنى أن تكون كذبة نيسان، رحيل الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق
خسارة فعلية لنا، كان الأكثر دعما في أعماله للشباب وحتى في أعماله الساخرة كان أدب
نقدي بامتياز".
" ذهب من زرع في وجداني طعم الكلمات، رحل من خلق في عقلي لذة السخرية، كانت
كلماته لي دوما نجاحا وقيمة، وكان تواضعه المستمر منهجا يتعلم منه كل إنسان، قال لي ذات يوم وأنا اهديه
أحد كتبي بالطبع سأحب كلماتك... فقد أحببت
كلماتي".
" فيه جيل كامل شايف صور دكتور احمد خالد توفيق دلوقتى في خبر وفاته ومش مستوعبين حجم الحزن والوجع اللى احنا حاسينه قد يكونوا كمان شايفين اننا مأفورين، الجيل ده هو أول جيل هيستلم الراية مننا وهوا معندوش أي شخصية ليها وزن وقوة كاتب زى دكتور احمد قدر يشارك في تكوين شخصية وتثقيف وإسعاد ملايين، النهارده يوم حزين بدايته ونهايته، ربنا يرحمك يا دكتور أحمد ويجزيك عن كل حرف كتبته".
كل هذه كلمات رثاء وإجابات واضحة تثبت مدى تأثير توفيق في جيل الثمانينات، كلها خرجت من أطفال كونت شخصيتهم ليصبحوا رجال المستقبل يبكون على مربيهم "العراب" أحمد خالد توفيق.