الشاي الصديق الدائم والوفي الموجود في كل بيت في مصر وفي كل وقت فهو "اللي
بنحبس بيه بعد الأكل" ،
و"بنشربه في الخمسينة"، ورفيق ساعات الصفا في "العصاري" مع
الأصحاب على القهوة، ولكن كيف ومتى والشاي فرض نفسه على طاولتنا اليومية ليكون
حاضراً في الفرح والحزن والكوب لا يفارق فطار وغداء، فما هي أصل حكاية الشاي الأحمر.
الشاي أصله من الصين واكتشفوه من 5 ألاف سنة، فالشجرة
التي يخرج منها أوراق الشاي موجودة في أسيا، ولكن من أول من فكر في أن يحول أوراق
الشاي لمشروب ؟، الإجابة على هذا السؤال جاءت من الروايات الصينية، فقد كان هناك ملك
يدعى "شينوق" كان مغرماً بالأعشاب واستخدامها للدواء .
وكان هذا الملك له طقوس خاصة فهو يجلس في
الحديقة الخاصة بمنزله ويشرب الماء الساخن
بعد غليانه كنوع من العُلا ، وفي يوم كانت بعض أوراق الشاي موجودة بالحديقة
وبالصدقة جاءت ورقة في كوب الماء المغلي، ليلاحظ الملك تغير لون الماء وتغير طعمها،
ليعجبه جدًا ويقرر أن يتناوله دومًا وبدأ في الانتشار في الصين وخارجها.
هذا بالنسبة لأصل
الشاي من البداية، أما عن دخوله إلى الدول العربية فلا يوجد تاريخ محدد أو واقعة
معينة تذكر دخوله في عصر الجاهلية ولا في صدر
الإسلام ولا في العصر الأموي أو حتى العباسي، ولكن المعروف أنه انتشر بالعالم كله
في القرن الـ 17 كانت أول شحنة من الشاي وصلت أوروبا سنة 1610 وهو أول عهد الأوربيين بالشاي، ودخل على أيد الهنولديين وكان في الأول يباع في
الأماكن المخصصة لبيع الأدوية وكان باهظ الثمن، ليظل هكذا لفترة فقد كان يستورده
الأغنياء من الخارج مع القهوة والشوكلاته، ظل هكذا حتى انخفض سعره
وأصبح في متناول الجميع.
ومن وقت أن عرفه العالم والمصريون وأصبح طقساً مهماً في اليوم، فالإنجليز يعتدون على شربه الصبح مع الإفطار، أما المصريون فالشاي
بالنسبة لهم فطار وغداء وعشاء ثقيل وبنعناع وقرفة وقرنفل وكل الأشكال والألوان،
والشعرة البيضة، و"الميزا" .